هل تم تحريف الكتاب المقدس؟
- Admin Morocco
- 16 نوفمبر 2023
- 5 دقائق قراءة

إن كلمة الله المقدسة هي أبدية وهي تمنح الحياة. لا يزال المسلمون والمسيحيون على حد سواء يؤمنون بأن الله قد أعطى تعليمات للإنسان بخصوص كيف يجب أن يعيش كل مؤمن وكيف يمكن لأي شخص أن يجد الطريق إلى الله (الجنة).
مكتوب في رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 21: ”أَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ“. يؤمن المسيحيون أن الله تكلم من خلال روحه القدوس إلى البشر، وكتبوا كلمة الله بوحي من الروح القدس. نقرأ في تيموثاوس الثانية 3: 16: "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ". لذلك يؤمن المسيحيون أن الكتاب المقدس يأتي مباشرة من الله. لذلك جدير بثقتنا.
من ناحية أخرى، قال رسول الإسلام بأن الملاك جبرائيل قد أعطاه القرآن وأنه قد أعطي له كما هو مكتوب في ”أُمِّ الْكِتَابِ“ الذي في عرش الله. يقول المسلمون أن القرآن هو آخر وحي من الله للإنسان ويَحُلّ محلَّ كل الوحي الذي أتى قبله. يقول المسيحيون إن الكتاب المقدس، الذي أُعطي قبل القرآن بقرون، هو كلمة الله الكاملة وهو قاعدة الإيمان والعقيدة لكل الناس في كل العالم. يقول الكتاب المقدس عن نفسه بأنه الإعلان الأخير من الله للإنسان، ”لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذَا، يَزِيدُ اللهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ، يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ“.
من المثير للاهتمام أن نعرف أن محمّد كان يؤمن إيمانًا راسخًا بصحة الكتاب المقدس كما كان موجودًا في أيامه. وقد وردت في القرآن آيات كثيرة تدل على ثقته في الكتب المقدسة التي سبقته. سأقتبس اثنين فقط: أوّلًا) ”قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ“ (سورة المائدة 68)؛و ثانيًا) ”وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ“ (سورة الأنبياء 7).
يقول الدكتور الدكتور أكبر عبد الحق في كتابه "مشاركة إيمانك مع مسلم": "في ضوء تعاليم القرآن الواضحة حول أصالة الكتاب المقدس وتحرره من التحريف، فلا عجب أن لا أن علماء الإسلام الأوائل قد رفضو أن يفكّرو في تحريف الكتاب المقدس أو يعلّموا عنه، وليسوا هم فقط، بل أيضا الكثير من العلماء المسلمين المعاصرين. وتوجد أية في القرآن واضحة تعزّز موقفهم: ”وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ“(سورة الأنعام 115). وكذلك نقرأ في سورة يونس: ”لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ“ (سورة يونس 64).
بكل حب واحترام لأصدقائنا المسلمين، أريد أن أسأل هذا السؤال: إذا كان محمد قد آمن بصحة الكتاب المقدس وإذا لم يشكك فيه العلماء المسلمين، فمتى تم تحريف الكتاب المقدس؟ لدينا مخطوطات العهدين القديم والجديد، والتي يعود تاريخها إلى مئات السنين قبل محمد، هي إلى اليوم محفوضة ومتاحة في المتاحف وهي سليمة. تعطي هذه المخطوطات الأصلية مصداقية لمحتوى الكتاب المقدس. إذا كان الكتاب المقدس محرفًا، فمتى تمّ تحريف الكتاب المقدس بالضبط؟ هل كان ذلك قبل أو بعد أن محمد؟
إذا قال أحدٌ: ”قبل محمّد“، فنحن أمام معضلة، لأنه سيكون هذا الشخص يتهم محمد بأن تعاليمه خاطئة لأن القرآن الذي يقول المسلمون بأنه كلام الله، كما سبق وأشرنا، يشير بوضوح إلى أنّ الكتاب المقدس هو كلمة الله ويجب طاعته واتباعه. من جهة أخرى، إذا قال أحدٌ أن التحريف قد حدث ”بعدَ محمد"، فهو أيضًا في ورطة كبيرة لأن الكتاب المقدس قد سبق وكُتب بالعديد من اللغات ووُزِّع على نطاق واسع في كل العالم.
والآن أريد أن أطرح سلسلة أخرى من الأسئلة المهمة. من الذي حرّف الإنجيل؟ متى تم هذا التحريف؟ كيف يمكن أن يسمح الله بأمر فضيع كهذا؟ أين هي النسخة الأصلية التي تم تحريفها؟
هل سَجَّل التاريخ مثل هذا الحدث المهم؟ كان التاريخ سيجل أي حدث بمثل هذه الأهمية، مثلاً لو اجتمع كل قادة الطوائف المسيحية واليهودية في جميع أنحاء العالم لإعادة كتابة الكتاب المقدس. يحب المسيحيون كتاب الله المقدّس والمُنزّه، ولن يسمحوا لأي محاولة لتحريف كلمة الله أبدًا، في أي وقت عبر التاريخ. في الحقيقة، الكتاب المقدس نفسه وعد بعقوبة شديد ضد كل من حاول تغيير أي حرف من كلمة الله، الله جدّي مع هذا الموضوع. اليهود أيضًا يحبّون كتب الشريعة في العهد القديم ولن يوافق أحدٌ منهم أبدًا على محاولة تغيير أي كلمة من كلام الله.
من المثير للاهتمام أن نلاحظ أنه في السنوات الأخيرة قد حصلت اكتشافات أثرية مهمة حيق تمّ العثور على مخطوطات قديمة يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام. تشتمل هذه المخطوطات على أجزاء من كل سفر كتابي في العهد القديم، باستثناء سفر أستير. تم العثور على سفر إشعياء بأكمله. كل هذه المخطوطات القديمة لا تظهر أي تغييرات رئيسية قد حدثت عبر التاريخ في الكتاب المقدس الذي لدينا اليوم.
لكن الإجابة الأكثر إقناعًا على سؤال هل تمّ تحريف كلمة الله يجب أن تأتي من الله نفسه. قال الله في كلمته: ”إِنَّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ تَزُولانِ؛ وَلكِنَّ كَلامِي لَا يَزُولُ أَبَداً“ (متى 24: 35). لذلك يجب الإجابة على السؤال عن تحريف الكتاب المقدس بكلام الله نفسه حين قال: ”كَلامِي لَا يَزُولُ أَبَداً“. كلمة الله أبدية ولن يسمح الله أبدًا بتغيير كلمته المقدسة. كم هو مهم جدًا أن نقرأ نصوصه المقدسة ونطيعها ونقبلها على أنها كلمته النقية، ”اقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ“ (يعقوب 1: 21).
كلمة وأيضا وعوده الله هي أمينة وجديرة بثقتنا. ”مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ“ (2 تيموثاوس 3: 15).
وهذا يثير سؤالًا أخر: لماذا يوجد إختلاف في الترجمات؟
تمت كتابة غالبية العهد القديم الأصلي باللغة العبرية و بعض الأجزاء باللغة الآرامية. كُتب العهد الجديد باللغة اليونانية. لا تزال العديد من مخطوطات الكتاب المقدس موجودة بهذه اللغات. مع انتشار رسالة إنجيل يسوع المسيح في العديد من البلدان، تمت ترجمة الكتاب المقدس إلى كل اللغات.
قد يكون صعبًا على بعض الناس فهم سبب الاختلاف في ترجمات الكتاب المقدس، وهناك تفسير لذلك. على سبيل المثال، في اللغة الإنجليزية ، هناك نسخة الملك جيمس التي يعود تاريخها إلى عام 1611م ولا تزال مستخدمة على نطاق واسع حتى يومنا هذا. ومع ذلك، كان الشيطان دائمًا عدوًا للحقيقة، مصممًا على زرع بذور الشك - ووضع علامة استفهام حيث وضع الله نقطة نهاية. تمت ترجمة نسخة الملك جيمس للكتاب المقدس كلمة بكلمة من أكثر المصادر موثوقية والمتاحة في أي مكان في العالم. وهنا ترجمات أخرى حديثة تتبع "الطريقة الديناميكية“، أي تقوم بترجمة مقاطع كاملة من اليونانية والعبرية، وتحاول أن تلتقط أفكار الله عن طريق التفسير البشري.
هذا أمر خطير، كما يقول لنا النبي إرميا 17: 19: ”اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟“ الفكرة هنا هي أن قلب الإنسان لا يستطيع أن ينقل أفكار الله بدقة، ولا يجب أن نحاول فعل ذلك. أراد الله أيضًا أن يكون للعالم الناطق بالعربية ترجمة موثوقة وحرفية لكلمته: إن ترجمة الفانديك هي مصدر ممتاز وموثوق به لهذا الغرض.
يمكننا أن نتأكد من هذا الحق: ”كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ“ (2 تيموثاوس 3: 16). لقد جعل الله من الممكن للإنسان أن يلتقي به ويعرفه من خلال هذا الكتاب الفريد!
Comments